قصة الطفلة بر اءة
الطفلة براءة
بعمر الورد
حافظة لكتاب الله
هي طفلة مصرية مسلمة في العاشرة من عمرها، والداها طبيبان سافرا للسعودية بحثاً عن عيشة أفضل
كانت براءة طفلة غاية في الذكاء والنباهة
لدرجة أنها حفظت القرآن الكريم كاملاً بأحكامه في هذا السن
معلمتها كانت تقول لها دوماً: لا بد أن تكوني في المرحلة الإعدادية وليس الابتدائية
وأسرتها أسرة صغيرة سعيدة ملتزمة
وفجأة ودون سابق إنذار!! شعرت الأم بآلام شديدة!! وبعد الفحوصات تبين أنها مصابة بالسرطان وفي مرحلة متأخرة منه
فكرت الأم كثيراً، كيف تخبر ابنتها بهذا الأمر، خاصة إذا استيقظت يوماً ولم تجد أمها!!
وأخيراً وبعد طول تفكير قالت لها: " براءة، أنا هاسبقك للجنة، والقرآن اللي حفظتيه لازم تقرئيه كل يوم علشان هو ده اللي حيحفظك في الدنيا"
لم تفهم براءة الأمر بصورة واضحة، ولكنها شعرت بالتغيير حين تركت أمها المنزل وأقامت بصفة دائمة في المستشفى، فكانت براءة تذهب صباحاً إلى المدرسة، وتعود مباشرة إلى المستشفى، تلازم أمها وتقرأ لها القرآن ولا تبرح مكانها إلا في المساء عند مجيء والدها.
وفي صباح أحد الأيام اتصلت -وعلى غير المعتاد- إدارة المستشفى بوالد براءة وأخبرته أن زوجته في خطر وأن عليه أن يحضر فوراً!!
أسرع الوالد من عمله إلى مدرسة براءة وأخذها مسرعاً إلى المستشفى، وحين وصل المستشفى طلب من براءة المكوث في السيارة حتى يطمئن على أمها ثم يعود ويأخذها إليها لتراها. (هو أبى أن يأخذها حتى لا تصاب بصدمة مباشرة إذا ما كانت الأم قد فارقت الحياة).
فخرج الأب مسرعاً من سيارته، عيناه تملؤهما الدمع وعقله شارد بالتفكير،
وأثناء عبوره الطريق للدخلول إلى المستشفى صدمته سيارة مسرعة فمات من فوره أمام عيني براءة!! فخرجت براءة مسرعة تبكي في حضن أبيها الذي تركها في السيارة ليموت وحيداً في الطريق,
ولكن مأساة براءة لم تنته بعد!!!
تم إخفاء خبر الوفاة عن الأم التي ترقد داخل المستشفى، ولكن بعد خمسة أيام فقط رحلت الأم...
رحل الأب ورحلت الأم ولم يبق إلا براءة في الحياة!!
أصبحت وحيدة بعد أن مات أبويها، ولم تكن تعرف أحداً في السعودية
واجتمع أصدقاء الوالد وأهل الخير من المصريين والسعوديين لإيجاد حل لوضع براءة، وكيفية الترتيب لتوصيلها لأهل أبويها في مصر.
لكن وبدون سابق إنذار تشعر الطفلة بآلام شديدة، وبعد القحوصات تعرف أنها مصابة بنفس مرض الأم ، فتبتسم وتقول أمام الجميع:
(( الحمد لله هشوف بابا وماما ))
الجميع كان في ذهول واندهاش عجيب، ابتلاءات تعقبها ابتلاءات تسقط على رأس الطفلة الصغيرة وهي صابرة سعيدة بقضاء الله!!
بدأ الناس في السعودية يعرفون قصة براءة شيئاً فشيئاً، فتكفل بها رجل سعودي صالح أبى أن يصرح عن اسمه، وسفّرها على نفقته الخاصة إلى بريطانيا للعلاج من هذا المرض الذي لا يرحم صغيراً ولا كبيراً.
وهي في المستشفى اتصلت بها قناة الحافظ على الهواء لتطمئن على صحتها وطلبت منها قراءة بعض آيات من القرآن الكريم فقرأت قراءة ما سمعت أجمل ولا أعذب منها في حياتي، والله وأنا أسمعها تصدع قلبي فرقاً ولم أستطع من تمالك نفسي.
استمعوا لصوتها في القرآن فإن الصخر لو سمعه لتشقق. ولا تنسوا هذه الطفلة من دعواتكم الصادقة لعل الله أن يشفيها.